سراج الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سراج الاقصى

للبرامج والانترنت
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شلال العطايا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



شلال العطايا Empty
مُساهمةموضوع: شلال العطايا   شلال العطايا I_icon_minitimeالإثنين فبراير 18, 2008 5:19 pm

على كتلة من المشاعر والأحاسيس الرائعة الجياشة فطرت، ومن مزيج متناغم من العطف والحب والحنان والشفقة ألفت

تلك هي الأمومة، فيض من عواطف لا ينتهي، وكمٌ من انفعالات لا تنضب، قلب نابض بالحب لا يتوقف، بحر عطاء زاخر لا ينفد، هي في معظمها عواطف معتملة، ومشاعر مشتعلة لا تهدأ، ولا تعرف السكون، وما يصاحبها من عمليات حمل ووضع ورضاعة، ما هي إلا مولدات لتيارات من تلك الأحاسيس ومكملات لها

فالحمل ما هو إلا عملية صنع وتكوين تكتنفها انفعالات شتى، وما عملية الوضع والولادة إلا مرحلة إخراج فني لتحفة طال شوق الأم لها، لتخرج تلك القطعة الفنية إلى النور فتُبهر الأم بجمالها، وتُمدُها بمشاعر الاعتزاز والفخر والتباهي بتلك الحلة التي نسجت في مصانع جسدها، لذا فهي تعطيها الكثير من حبها وحنانها وعنايتها؛ لأنها شيء صنع في دواخلها

وما عملية الإرضاع إلا عملية تغذية وإرواء وإيصال لقيم الحب والحنان والعطف وقيم أخرى أكبر من ذلك
ثم إن تلك القطعة بُعيد خروجها تحتاج لكثير من العناية والاهتمام لتستطيع الصمود في وجه الحياة، ولا تذعن لقسوتها فتتمزق كل ممزق، وتذوي وشيكاً، ولا يقتصر هذا الاهتمام وتلك الرعاية على مرحلة معينة أو مؤقتة من الزمن، كلا، بل هي مستمرة استمرارية الحياة، باقية بقاءها، فمهمة الأم لا تقف عند حدود، ولا تنتهي عند نقاط التوقف، وإنما تجتاز ذلك كله إلى مسافات غير مرئية لا يلجمها الخيال

لكم من المؤسف حقاً أن كثيراً من الوالدات لا يعقلن كنه الأمومة، ومن المحزن أن تبيت الأمومة عملةً ذات وجهين: وجها مشرقا جميلا، وآخر مظلما كئيبا، فمن الأمهات من يخطئن في فهم المعنى الصحيح للأمومة من حيث إنها تواصل وتشارك بين الأم وابنتها؛ بهدف تزويد الفتاة بخبرات مهمة تخولها اعتلاء عرش الأمومة في قادم الأيام، وهي أم الغد ومربية الأجيال المقبلة، ويقصرنها على أشياء محدودة، وأفعال معدودة، هي في معظمها خاطئة، فالأمومة لديهن مجرد حمل، يليه وضع فإرضاع، ثم واجبات تؤدى، وحقوق تعطى، هي حقوق مادية في مجملها، متناسيات الحقوق المعنوية التي تفوق غيرها أهمية، وهنا يلج سؤال يفرض نفسه: ما الدافع لنسيان كثير من الأمهات لحقوق أبنائهن النفسية والمعنوية؟
أتراها صعوبة الحياة وقسوتها، أم انغماسهن في المشكلات والهموم الخاصة التي تستأثر بجل وقتهن فلا يجدن فيه فسحة لأبنائهن، لمحادثتهم والتقرب منهم، والتعرف إلى مشكلاتهم وآلامهم، وما يعرض لهم، ومساعدتهم في تخطيها وحلها، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم؟! ما الذي يدعوهن للصراخ في وجوه أبنائهن لدى مطالبتهم لهن بمزيد من الاهتمام، والالتفات لهم قائلات: ماذا تريدون أكثر؟
أتراه الجهل وانعدام العلم، أم أنها النشأة وما وجدن عليه آباءهن؟! متعاميات بذلك عن أن سبب ضلال جِبِل كثير من الأبناء، وانحرافهم النفسي فالسلوكي: أم غافلة، نعم؛ أم سامدة، حياتها لهو وترف وسرف وسفر، وترحال وحفلات واجتماعات، مُحلّة من ينوب عنها في أداء مهمتها الجليلة، ورسالتها السامية المجيدة، والتي هي عصب أمومتها، تفسح المجال للخادمة، أو أيدي الزمان، وأحضان السنين القارسة، و دياجير الدجى، وقوارع الدروب.. لتنافسها أمومتها وحقها المشروع فيها، وتدع انعطافات الدهر، ومنحنيات الأيام، ومتاهات الليالي، تخفض جناحها لأبنائها، تنشئهم وتكتنفهم برداء الخطيئة الأثيم

ولو أن أحداً ناقشها حقا آخر من حقوقها، لتصدت له ودافعت عنه بكل ضراوة وشراسة وبسالة، أما فيما يختص بأمومتها فهي قطة وديعة تستكين في هدوء. ومن يدفع ثمن كل هذا؟

إنهم المستضعفون من الولدان، يدفعون الثمن، ويزرون أوزار غيرهم، يدفعونه من نفوسهم المدمرة، وشخصياتهم المترنحة، وأرواحهم المحرومة، وأفئدتهم الممزقة، وكياناتهم المبددة، وهم بعد هذا كله يطالبون بالعطاء، والعطاء الأوفى، وأنى لهؤلاء العطاء وفاقد الشيء لا يعطيه، فكيف يطالب بما لا يمتلك!؟
هذه بشيء من الاختصار بعض أسباب الفجوة بين الآباء والأبناء، وأسباب عقوق الأبناء للآباء، والسبب في نشوء جيل مشوه بلا قدوة ولا سلطة، جيل مستهتر "لا أبالي" إلا من شاء له الرحمن وعمل صوابا

لنرفع معاً شعار: "نحو أمومة أفضل لأم الحاضر والمستقبل". ولنوضح بعضاً من المفاهيم الخاطئة ونقيضها الصائبة، ونميط اللثام عن بعض الحقائق الكامنة، ولنُعرِّف الأم الصالحة ونشد بفضلها، تلك التي سهرت وما ضنت، الأم التي كدت وما ونت، الأم التي ضحت وما أكْدَت، الأم التي شربت على القذى مراراً وما أنت، الأم التي أعطت فغمرت وما شحت، الأم التي لعقت الصبر وما تخلت، الأمومة هي نبع الحنان الذي روى أوردتنا وسقاها، هي النجمة التي أضاءت وحشة أيامنا، وأنارت ظلمة ليالينا بسناها، هي النور الذي هدانا لطريقنا ودروبنا وصرنا به نبصرها ونراها. هي الحب الذي ضمنا أجنة في أحشائه وتعهدها حتى شبت ورعاها، هي العطاء الذي أقام أودنا وبنينا قوانا من قواه
إنها الصدق، إنها الوفاء، إنها الحنو، إنها العطف،إنها العطاء يتنفس، إنها أحلى جوهرة، وأغلى درة تزين المفارق، وتعلو الجباه، إنها أعظم هبة، وأروع أعطية،. إنها مهد العمر، هي شوق الأيام، وأمل الأعوام، ودوح الأزمان، ولحن الأفنان. هي زهرة الوادي، وحبة الفؤادِ. هي ربيع العمر وجنانه، فاتقين الله بها، وارعينها حق رعايتها، وصن ما جعلكم الله مستخلفات فيه لعلكم تفلحون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



شلال العطايا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شلال العطايا   شلال العطايا I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 19, 2008 11:32 am

يسلو دياتك على الموضوع الاكثر من رائع
والى الامام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



شلال العطايا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شلال العطايا   شلال العطايا I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 20, 2008 8:10 am

العفو أختى وشاكرة مرورك على الموضوع

ولك خالص شكري وتقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



شلال العطايا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شلال العطايا   شلال العطايا I_icon_minitimeالخميس فبراير 21, 2008 1:08 pm

مشكور على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



شلال العطايا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شلال العطايا   شلال العطايا I_icon_minitimeالسبت فبراير 23, 2008 8:57 am

شكرا على الموضوع الرائع وعلى الردود الاكثر من رائعة
بارك الله فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شلال العطايا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سراج الاقصى :: قسم المنتديات العامه :: مملكة عشاق الحرف-
انتقل الى: